صحيفة النور الشيوعية السورية
كشفت تقرير كتبه ثائر قرقوط في صحيفة النور الشيوعية السورية عن الحالة الخطيرة الذي وصل إليه المواطن السوري من الفقر والجوع وقال الكاتب في تقريره نقلا عن تقرير رسمي أن بين مليونين وثلاثة ملايين وسوري يعيشون في حالة فقر شديدة وأن أكثر من ثمانين ألف عائلة بحسب إحصائيات دولية أرغمت على التشرد بسبب استمرار حالة الجفاف في الجزيرة السورية ..
ونقل التقرير الذي نشرته الصحيفة عن المقرر الخاص لدى الأمم المتحدة حول الحق في الغذاء أوليفييه دشوتر والذي زار سورية خلال الفترة من 29 آب إلى 7 أيلول وقدم تقريراً للحكومة الشهر الماضي، قدر فيه الذين يعيشون في مستوى من الفقر الشديد ويواجهون انعدام الأمن الغذائي بين 2 و 3 ملايين نسمة، مقارنة بنحو مليوني نسمة وفق تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2003ـ 2004.
وتضيف النور قائلة:” يبدو الرقم صادماً، وفيه من الدلالات الكثير، وينقل المشكلة من حيز الاعتراف بها، إلى مستوى آخر أكثر أهمية وضرورة، وهو مستوى مواجهتها ومعالجتها قبل أن تتفاقم آثارها أكثر، وينضم آخرون إلى قائمة شديدي الفقر.
أكثر من ذلك، استطاع الجفاف الذي ضرب سورية خلال السنوات الأربع الماضية أن يشكل عاملاً ضاغطاً على الاقتصاد الوطني، ويرى دشوتر أن جفاف 2007 ـ 2008 كان الأكثر تدميرًا، ووصف الخسائر الناجمة عن سنوات الجفاف بأنها (كانت قاسية وبشكل خاص على سكان المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، الرقة والحسكة ودير الزور). وقال المقرر الخاص:” إن الجفاف أثر على 1.3 مليون إنسان يقطن 95% منهم في هذه المحافظات، وعانى 800 ألف منهم معاناة شديدة، وكان أكثرهم معاناة المزارعون الصغار الذين تفاقمت حالتهم عام 2010 بسبب مرض الصدأ الذي أصاب محصول القمح، والرعاة الصغار الذين فقد الكثير منهم بين 80 ـ 85 % من مواشيهم منذ 2005)..
وبنظر الصحيفة الأمر الأكثر خطورة أيضاً، هو في الهجرة التي كان الجفاف المسبب الأساسي لها، فنتائج الجفاف التي أصابت المنطقة الشرقية كان أولها الهجرة الداخلية، هرباً من الفقر والجوع والتداعيات الأخرى التي ترافق ظروفاً كهذه. تحدث دشوتر عن تقديرات يتم تداولها عن وجود مابين 29 ـ 30 ألف عائلة هاجرت في 2009، وأن الأعداد في العام الجاري قد تكون أعلى – حسب المقرر الخاص – وقد تصل إلى 50 ألف عائلة.
ويقول كاتب التقرير:” نعتقد أن هذه الأرقام التقديرية تعبر عن الفقر والجوع، وتضع الملح على الجرح الذي يحاول البعض تجاهله، أو عدم الاعتراف بآلامه. ولا يبرر إطلاقاً عدم الاطلاع على التقرير وما توصل إليه من نتائج نكران القضية من أساسها. فالفقر الموجود والمترافق مع الجوع حتماً، دلالة على عقم الخطط الاقتصادية والتنموية، وعدم فاعليتها، وغياب النتائج المباشرة لها، وعدم حصاد الفئات المستحقة والفقيرة وذوي الدخل المحدود لثمارها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق