السبت، 30 أكتوبر 2010

نداء عاجل لتوفير مواد أساسية في مواجهة الشتاء لأطفال الجزيرة النازحين بسبب الجفاف

خلال الأشهر الماضية قام فريق من المتطوعين/ات بمبادرة تطوعية فعالة لمساعدة الأطفال المهجرين من الجزيرة السورية بسبب الجفاف المستمر منذ سنوات، وغيره من العوامل.
واليوم بدأ الشتاء القارس يدق أبواب دمشق، فيما يعاني هؤلاء الأطفال المنتشرين في مخيمات حول دمشق، دون أدنى عناية، من احتمالات مفتوحة على أمراض الشتاء..
الجفاف يضرب المنطقة كلها. والفقر لا يرحم أحدا. اليوم أطفال الجزيرة، وربما غدا أطفالنا.
فلنتكاتف جميعا من أجل إنقاذ هؤلاء الأطفال من غول الشتاء. يمكننا جميعا المساهمة مباشرة في حمايتهم/ن. يمكننا جميعا توفير أجرة تكسي، ثمن أريكلة وفنجان قهوة في مقهى، أو أي من النشاطات الأخرى التي نحتاجها بالتأكيد، ولكن يمكننا الاستغناء عن بعضها لمرة أو مرتين تساعدان طفلا على أن يحصل على حقه الطبيعي بالدفء والصحة الجيدة.
وكلنا نستطيع أن نشتري قطعة ثياب صغيرة، أو نجد في خزائننا بعض الثياب الجيدة التي يمكننا الاستغناء عنها. سوف تكون هذه الأشياء حاسمة في حياة أولئك الأطفال.
إنه نداء للجميع:
- للمسؤولين الذين يصرفون ما يصرفون على "بروظتهم"!
- لرجال الدين، بعمامات وقفاطين، بأهلة وصلبان، الذين ينعمون بالديباج من أموال كان يجب أن تذهب إلى مستحقيها من الفقراء، لا حيث تذهب الآن!
- للجمعيات "الرائدة" التي يقبض فيها كل "موظف" في الشهر ما يكفي لإلباس مئة طفل لباسا جيدا!
- لرجال الأعمال الذين لا يكفون عن "قص" المزيد والمزيد من "الربح"!
- لكل شخص منا مهما كان وضعه وعمله..

مئات الأطفال المرمين على أطراف دمشق هم مسؤولية في أعناقنا.. ويمكننا أن نكون على قدر المسؤولية.. الآن.. وفورا..

للمساهمة في هذه الحملة، يرجى التواصل مع (يمكن إرسال المساعدات العينية عبر شركات الشحن المختلفة إلى أي من الرقمين أدناه):
رولا أسد: 0944942079
عامر مطر: 0966969087
لإرسال التبرعات النقدية:
رقم الحساب: 0274365
اسم صاحب الحساب: عامر مطر (AMER AL MATAR)
بنك بيمو الفرنسي السعودي
ويمكن، لمن يرغب، إرسال مساهمته (عينية أو نقدية) إلى: بسام القاضي- دمشق (مرصد نساء سورية)، موبايل: 0933957011
*- أعد هذا البيان "مرصد نساء سورية".

الخميس، 21 أكتوبر 2010

تحضيرات حملة “ أكياس الدفء “

65964_160530620643581_160521020644541_399710_3150721_n

تم التحضير للحملة بشكل دقيق، تم إحصاء عدد العائلات و أفرادها في المخيمات داخل المناطق المستهدفة "كناكر، وسعسع، ورسم الطحين..." .
لذلك سيكون لكل عائلة كرتونة مكتوب اسمها عليها، ولكل طفل كيس مكتوب عليه اسمه.
هذا المشرع يحاول تخليص 500 طفل من برد شتاء هذا العام، من خلال تقديم أكياس دفء لهم، يحمل كل كيس: "بنطال وكنزة وحذاء وجاكيت".
نطمح في الحملات القادمة أن يكبر عدد العائلات. علماً أن عدد العائلات التي نزحت من الجزيرة السورية إلى الجنوب السوري في عام 2010 أكثر من 50 ألف عائلة. حسب أرقام الأمم المتحدة.
يستطيع كل شخص منّا تخليص بعض أطفال النزوح من قسوة برد شتاء هذا العام إن ساهم في شراء ملابس شتوية لهم... أو ساهم بمبلغ مالي يرسل إلى الحساب الخاص بالحملة: "رقم الحساب يرسل حين الطلب".
وسيتم نشر تقرير فيه تفاصيل شراء الملابس، وما المبالغ الواردة، وكيف تم صرفها- كما في حملتنا السابقة: "حمل العيد إلى المخيمات".
على من يريد المساهمة أو الإستفسارالإتصال بـ:
رولا أسد: 0944942079
عامر مطر: 0966969087
رابط الحملة على الفيس بوك:
http://www.facebook.com/group.php?gid=168361881139&ref=mf#!/group.php?gid=101106629954966

الصورة بعدسة فادي حسين

السبت، 16 أكتوبر 2010

أكياس الدفء

 

50256_101106629954966_7345955_n

قريباً سيباغت برد الشتاء أجساد الأطفال النازحين من الجزيرة السورية؛ سيعود البرد إليهم دون إمتلاكهم ملابس مناسبة للشتاء.
يقول بعض أطفال المخيمات أن لا فرق بين ملابسهم الصيفية والشتوية، وأن أجسادهم تعودت على شدّة البرد والحر...
لذلك، نحاول الآن توزيع حقيبة شتاء دافئة في أول أيام عيد الأضحى القادم. تحمل الأكياس ملابس شتوية لأطفال تتراوح أعمارهم بين سنة و15 سنة. وتطمح الحملة أن تشمل 200 خيمة فيها اكثر من 500 طفل وطفلة.
يستطيع كل شخص تخليص بعض أطفال النزوح من قسوة برد شتاء هذا العام إن ساهم في شراء ملابس شتوية لهم... أو ساهم بمبلغ مالي يرسل إلى الحساب الخاص بالحملة: "رقم الحساب يرسل حين الطلب".
وسيتم نشر تقرير فيه تفاصيل شراء الملابس، وما المبالغ الواردة، وكيف تم صرفها- كما في حملتنا السابقة: "حمل العيد إلى المخيمات".
على من يريد المساهمة أو الإستفسارالإتصال بـ:
رولا أسد: 0944942079
عامر مطر: 0966969087
هذه الحملة ضمن نشاطات كثيرة عملت عليها مجموعة: "الجزيرة السورية" التي بدأت نشاطاتها المهتمة بكارثة الجزيرة السورية منذ سنة تقريباً، من خلال عدّة حملات على الفيس بوك في البداية، كحملة: "لا... لظلم وإهمال الجزيرة السورية".
كما عملت المجموعة على حملات صحفية نشرت أثناءها أخبار وتحقيقات وصور عن الكارثة في العديد من الصحف والمجلات السورية والعربية، وساهمت في تزويد الصحفيين بالمعلومات والصور التي تلزمهم للكتابة عن القضية.
وفي بداية شهر آذار 2010 قررت المجموعة القيام بنشاط حمل اسم "الحبابين" لتدريس أطفال مخيم سعسع للنازحين، لأن أغلب أطفال النزوح لا يدخلون المدارس. استمر "الحبابين" بتدريس ستين طفلاً القراءة والكتابة إلى بداية شهر تموز، إلى أن هاجر كل من في المخيم إلى أماكن متفرقة بحثاً عن فرصة عمل تكفي شراء خبز.
وأطلقت المجموعة في 3 آب الماضي معرضاً بإسم "مُؤقّت"، قدّم 22 صورة من المخيمات في "شام محل- آرت كافيه" وسط دمشق القديمة. استمر المعرض إلى 20 آب.
وفي وقفة عيد الفطر 9-9-2010 عملت المجموعة على حملة: "حمل العيد إلى المخيمات" التي وزّعت في سبع مخيمات "سعسع وكناكر وصحنايا" 400 كيس عيد، و100 علبة معمول، و6 علب كبيرة من المواد الغذائية.
والآن تدرّس أطفال مخيم آخر في سعسع ضمن حملة "مدرسة للمخيمات" التابعة لمجموعة "الجزيرة السورية".

سلة غذاء سورية تتحول إلى صحراء

 

news1.591011

الشرق الأوسط

الرقة (سورية): روبرت وورث *
كانت المزارع التي تنتشر في شمال وشرق هذه المدينة الواقعة على نهر الفرات، في السابق سلة غذاء المنطقة، بمساحاتها الشاسعة من حقول القمح الذهبي وقطعان الأغنام. والآن وبعد أربع سنوات متعاقبة من الجفاف، يبدو أن هذه المدينة التي كانت تشكل قلب الهلال الخصيب ـ الذي يضم أجزاء كبيرة من جارتها العراق ـ في طريقها إلى التحول إلى صحراء قاحلة، بحسب توقعات خبراء المناخ.

فقد انهار نظام الري التقليدي ونضبت موارد المياه الجوفية وخلت مئات القرى من سكانها لتتحول المزارع إلى صحارى قاحلة، وماتت الحيوانات، ناهيك عن أن العواصف الرملية باتت أكثر شيوعا، وانتشرت مدن الخيام الواسعة من الفلاحين المهجرين وعائلاتهم حول المدن الكبرى في سورية والعراق. ويقول أحمد عبد الله (48 عاما)، وهو مزارع يعيش في خيمة مع زوجته وأولاده الاثني عشر: «كنت أملك 400 هكتار من القمح والآن تحولت جميعها إلى صحراء قاحلة. لقد أجبرنا على الهرب، والآن نعيش على الكفاف، فلا مال ولا وظائف ولا أمل». وهناك كثير من المهاجرين ممن هم على شاكلة أحمد.

وتحول انهيار المزارع هنا، التي ربما تعود أسبابها في كثير منها إلى سوء الإدارة البشرية كما هو الحال مع الجفاف، إلى تحد اقتصادي كبير وهاجس أمني بالنسبة للحكومتين السورية والعراقية، اللتين أصبحتا أكثر اعتمادا على الدول الأخرى في الحصول على الغذاء والماء. سورية التي كانت تفتخر بنفسها من قبل باكتفائها الذاتي وحتى تصديرها للقمح، أصبحت تستورده الآن بنسبة أكبر. فقد انخفضت موارد المياه لدى الدولة بمقدار النصف بين عامي 2002 و2008، وربما يعود السبب في ذلك، بحسب آراء مهندسي وخبراء المياه، إلى التبديد والإسراف في استخدام المياه.

وتضيف هذه الأزمة تحديا جديدا لسورية، التي نفد احتياطها من النفط وتناضل لجذب استثمارات أجنبية، لأن الأزمة موجودة في المنطقة التي تتركز فيها الأقلية الكردية، في الوقت الذي يواجه فيه العراق، الذي دمرته الحرب، أزمة مياه في الشمال والجنوب وهي أزمة ربما تكون غير مسبوقة في تاريخه. وتشكو كلتا الدولتين من انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات، بفضل مشاريع السدود العملاقة المقامة على النهر في تركيا التي يتوقع أن تولد المزيد من التوترات مع تفاقم أزمة المياه. ودفع الجفاف الذي يواصل عامه الرابع في سورية، ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين سوري إلى فقر مدقع، بحسب الإحصاء الذي اكتمل هنا هذا الشهر، والذي قام به المقرر الخاص للجنة الحق في الغذاء التابعة للأمم المتحدة، أوليفر دي شوتر، حيث فقد مربو الماشية في شمال شرقي البلاد 85 في المائة من الماشية، وتضرر ما لا يقل عن 1.3 مليون شخص. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 50 ألف عائلة هاجرت من المناطق الريفية هذا العام، إضافة إلى مئات الآلاف من الأفراد الذين هجروا المنطقة في الأعوام السابقة. ويؤكد دي شوتر على أن النمو السكاني الكبير في سورية أثر على قدرتها على استيعاب أكثر من مليون لاجئ عراقي خلال السنوات التي تلت غزو عام 2003.

ويقول رامي زريق، أستاذ الزراعة والغذاء في الجامعة الأميركية في بيروت، الذي ألف كتابا عن أزمة الزراعة: «إنه لمن المثير للسخرية، أن تتحول هذه المنطقة التي كانت موطنا للقمح والشعير، إلى واحدة من أكبر مستوردي هذه المنتجات».

وتحول هذا الجفاف إلى مسألة حساسة بالنسبة للحكومة السورية، التي لا تمنح الصحافيين الأجانب التصريح الرسمي للكتابة بشأنها أو الفرصة للوصول إلى المسؤولين في وزارة الزراعة. وعلى الطرق إلى الجنوب من دمشق، يمكن مشاهدة المزارعين النازحين ومربي الماشية يعيشون في الخيام، لكن المداخل تخضع لرقابة مكثفة من عملاء الأمن السوري لعدم السماح للصحافيين بالدخول. وتشير جنين سويرز، الأستاذة بجامعة نيو هامبشاير، الأميركية، التي ألفت كتبا حول القضايا المناخية في منطقة الشرق الأوسط، إلى أن الجفاف كان دائم الحدوث هنا، لكن «المناخ الإقليمي يتغير بصورة ملحوظة الآن، وسواء اعتبرته تغيرا مناخيا من صنع الإنسان أم لا، فإن كثيرا من أجزاء المنطقة بات أكثر حرارة وجفافا، إلى جانب الأمطار الغزيرة والفيضانات في بعض المناطق. وسيقوم بعض الأفراد بالهجرة نتيجة لذلك، والحكومات غير مستعدة بدرجة كافية لذلك».

ونتيجة لذلك، بدأت الحكومة السورية في الاعتراف بمدى نطاق الأزمة وقامت بإعداد خطة جفاف قومية، على الرغم من أنها لم تبدأ في تنفيذها بعد. ويقول إيلي الحاج، المؤلف السوري المولد، الذي كتب أطروحته للدكتوراه حول التصحر، إن سوء التخطيط أسهم في خلق المشكلة في المقام الأول، فقد أنفقت الحكومة السورية 15 مليار دولار على مشاريع ري عديمة الجدوى في الفترة بين عامي 1988 و2000 ولم تحقق سوى نتائج هزيلة. وتواصل الحكومة السورية زراعة القطن والقمح في المناطق التي تفتقر إلى المياه ـ مما يجعلها أكثر عرضة للجفاف ـ لأن الحكومة ترى في القدرة على إنتاج مثل هذه المحاصيل جزءا من هويتها وحصنا من الاعتماد على الغرب. ولا توجد إحصاءات موثوق بها على الصعيد الوطني حول حجم مخزون المياه، ويقول بعض المحللين والدبلوماسيين الغربيين إنهم يعتقدون أن الحكومة السورية لا تقوم بقياس مستوى المياه الجوفية. وكما هو الحال في البلدان الأخرى في العالم العربي، فإن السبب في كثير من الأحيان يكون الفساد والفشل الإداري. ويقول نبيل سكر، وهو محلل اقتصادي يتخذ من دمشق مقرا له: «إن كثيرا من أصحاب النفوذ لا يلتزمون بالضوابط ولا يوجد من يستطيع إيقافهم».

* خدمة «نيويورك تايمز»

الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

لا مكان للحب في مخيمات النازحين في سورية

72413_103488723050509_100001681450429_26071_10672_n

زينة ارحيّم-

على بعد 50 كلم عن الأحمر الذي غطى دمشق منذ بداية شباط (فبراير) الجاري، لون رمادي شاحب يصبغ عشرين خيمةً جرفتها موجة الجفاف إلى منطقة كناكر، وأغرقها المطر بالطين والبؤس، لتجسّد حياة النازحين من محافظات الرقة والحسكة ودير الزور «الجزيرة السورية» منذ سنوات.

حياة «بلا طعم أو لون ولا مكان فيها للفرح والحب» كما يصفها دبجان، أحد قاطني مخيم كناكر، فجفاف نهر الخابور جفّف درجة الخصوبة العالية التي يشتهر بها الريف السوري في المخيمات، لتبتسم كل سنة تقريباً لولادة واحدة بعد أن كانوا «يحتفلون كل شهر بدخول عنصر جديد للعائلة» كما يقول أبو فائز، النازح الذي يجاور دبجان في خيمته.

آخر مولود استضافه مخيم كناكر المؤلف من 200 سوريّ، كان ابنة أبو فائز منذ ثلاثة أشهر، بصمت استقبلوها في أحد مستشفيات دمشق، ثم ذهب والدها إلى قريته في دير الزور ليسجّلها.

تسجيل الولادة ككل ما يتعلق بالحياة، لا يلائم المخيم، ولا يتم إلا في بيوت القرية الاسمنتية المتروكة للعجزة والموظفين الملزمين بالبقاء.

يقول دبجان: «الخطبة والطلب وعقد القران والحفلات كلها تقام في البلد، هذا المكان لا يليق بالمناسبات، الحياة هنا عمل وتمضية كل يوم بيومه فقط»، فإذا أراد أخ أن يخطب ابنة أخيه، القاطنة في الخيمة المجاورة لابنه «تسافر العائلتان إلى البلد، وينتدب وجهاء ليطلبوا يد العروس، كما كانت تتم الأمور من قبل».

أحمد، العريس الجديد ذهب مع زوجته وأهلها إلى قريتهم في دير الزور ليتزوجا، وعادا بعد أسبوع مع هيكل خيمة ومجموعة أقمشة ترابية مرقعّة، ليبنيا عشهما الزوجي في المخيم، وبعد يومين شرع أحمد في أعمال العتالة وعادت زوجته إلى الحقل.

يقتسم النازحون العمل، النساء في الزراعة بأجر 3 دولارات عن كل يوم عمل، والرجال في أعمال العتالة والبناء والأشغال، مقابل 6 دولارات، «فكل شيء هنا ضريبته غالية، ونحصل عليه بالقطّارة، الطعام والراحة والحب»، يقول أحمد.

ومثل كل المتزوجين من امرأتين لم يعتقد أبو فائز أن الخابور سيجف وسينتهي به الأمر نازحاً في أراضي الغير: «تزوجت من امرأتي الثانية قبل 14 سنة، وعندي 16 طفلاً، كنّا نكفي لزراعة وحصد أرضنا المؤلفة من 10 دونمات، ولو أنني كنت أعلم أننا سنتحول من مزارعين مستقريّن إلى نور متنقّلين لما تزوجت أساساً».

صناعة العائلة تمر بلبنان لم يأتِ الجفاف على عادات وتقاليد أهل الجزيرة في الجفاف إلا أنه شذّبها لتتلاءم مع المعدلات الجديدة للفقر التي وصلت إلى 80 في المئة بحسب تصريحات رئيس اتحاد الفلاحين في الحكسة خضر المحيسن.

انخفض مهر الفتاة الذي كان يصل إلى ما يعادل 20 ألف دولار أميركي إلى 2000 دولار أميركي، وهو ملزم للشاب، ولجمعه لا بد من السفر إلى لبنان، لأنه «إذا بقي هنا لن يجمعه في عشرين سنة» كما يؤكد أبو فائز المسؤول عن العمال في المخيم.

من يعجب بفتاة ويرغب بالزواج منها عليه أن يطلبها من والدها، ثم يسافر إلى لبنان لجمع المهر لمدة متفقّ عليها، وعند عودته تستكمل إجراءات الزواج.

ويقول: «لم يعد هناك مواسم للفرح بعد الحصاد، وأصبح العرس عبارة عن احتفال يقام ليوم واحد، نقـــدّم فيه الحـــلويات البسيطة، بعد أن كنا نقيم المناسف وتســتمر الاحتفالات لأيام».

وبعد الزفاف يبقى العروسان في القرية داخل أحد البيوت المهجورة، وما إن يعجزا عن إيجاد عمل، يقرران إما العودة إلى المخيم أو تذهب لبيت أهلها ويعود هو الى لبنان، ليزورها كل شهرين أو ثلاثة مرّة».

عائلات مخيم كناكر هي جزء من 60 ألف عائلة طردها الجفاف والفقر من الجزيرة إلى الجنوب السوري لتتبعثر في مخيمات لمّتها صلات القربى وبقايا فرص العمل التي ينأى عنها أهل المنطقة، ويقول أبو غازي أحد أكبر ملاّك الأراضي في كناكر: «لو أن عندي عمّالاً محليّين لما شغّلت النازحين في أراضيّ».

والـ300 ألف نازح يشكلون أقل من ربع المتضررين من كارثة الجفاف في المنطقة الشرقية من سورية، والتي أشارت أرقام الصندوق الإنمائي للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية إلى أنها وصلت إلى 1.3 مليون شخص أكثرهم من النساء والأطفال.

جريدة الحياة

الاثنين، 11 أكتوبر 2010

سكان مخيم أوتايا بعد الحريق... باقون فالحاجة أقسى من النيران

06

نور عكة – 11 تشرين الأوّل 2010

فرح الأطفال باحتراق خيم ذويهم كان لا يضاهى، فالتهام النار للخيم المتجاورة جعل القضبان الحديدية التي نصبت عليها الخيم الناجي الوحيد من الحريق، فعلقت عليها  أماني وصديقاتها الحبال ونصبن أرجوحة ليلهون بها.

وبقرب الأرجوحة  وضع الأطفال حجرين فوق بعضهما البعض، ومدوا فوقهما عارضة من الخشب المتفحم بشكل أفقي، جلس على أحد طرفيها شقيق أماني وفي الطرف المقابل كان صديقه الذي علا صوته ضاحكاً "في العيد الماضي لم ألعب فلم يكن معي مال، وهنا اللعب ببلاش".

مخيم أوتايا الواقع على أطراف ريف دمشق واحد من مخيمات المهاجرين الذين نزحوا من محافظات الجزيرة السورية بعد موجة الجفاف التي بدأت منذ سبع سنوات، تعرض الأسبوع الماضي لحريق  أتى على 18 خيمة من خيمه، و هذا الحريق الثاني منذ العام الماضي، واقتصرت الأضرار على الماديات،حيث التهمت النيران كامل الخيم مع أثاثها ولجأت الأسر المنكوبة إلى خيم جيرانها ريثما يقوموا بتجهيز خيم جديدة. 

لم يكن حال الأهالي كأبنائهم، فأحمد صاحب أحد الخيم المحترقة كان ينظر لمكان خيمته صامتاً إلى أن صرخ على الأولاد ليلعبوا بعيدا ويقول"لم أعد أدري ما أفعل ، هنا في المخيم نستأجر هذه الأراضي بمبلغ 1500ليرة في الشهر ولكن بعد احتراق خيمتي ، يريد أصحاب الأرض زيادة المبلغ ليصبح ألفي ليرة ، فرغم نكبتي وخسارتي لأغراض بيتي يطمعون بالحصول على المزيد، فأنا أعمل عند أصحاب المزارع ودخلي غير ثابت، ويصل لمائتي ليرة في اليوم الجيد، الحال يزداد سوءاً ولا أحد يدري بنا".

الشرطة عزت الحريق إلى ماس كهربائي، لكن أحداً في المخيم لا يعرف سببه، فقال أحمد "فوجئت بمنظر النار تشب من الجهة الغربية لخيمتي في الساعة التاسعة مساء وتلتهم الخيم بسرعة كبيرة ولم نعرف مصدرها" .

عدنان ذي السنوات الخمس كان غاضباً من زميله الطفل عيسى ويطارده بعصا في المكان وعندما عجز عن الإمساك هدده قائلاً"والله سأحرق خيمة أهلك"مستوحياً وعيده من الخطر الذي يهدد المخيم دوماً، والخيمة المقصودة مصنوعة من أكياس الخيش البالي ومنصوبة على أعمدة خشبية، مساحتها تتراوح بين 10-15 متر مربع تقطنها عائلة أو أكثر، و تستخدم لكافة أغراض المعيشة من جلوس ونوم وطعام وحمام، و الأرض التي نصبت عليها مستأجرة، وفي مخيم أوتايا المحترق كان أجر مكان الخيمة الواحد 1000ليرة شهريا مضاف إليها 500 ليرة للكهرباء و200للماء، وكلها تؤول لصاحب الأرض الذي حشر 18 خيمة في مكان لا تتعدى مساحته 1000متر مربع.

"ومع ذلك لا تعجبهم الأسعار ..يريدون رفعها حتى لو أحرقونا بلا رحمة" قال ذلك الشاب عامر لم يتوقف عن اتهام الجوار بأنهم وراء الحريق وتابع" منذ احتراق خيمتي ابحث عن مكان جديد بعد أن رفض صاحب الأرض تأجيري مرة أخرى  لكن الأجر المطلوب زاد ليصبح ألفي ليرة  للخيمة الواحدة عدا الكهرباء والماء، وهم يرفعون الأسعار بشكل تدريجي فعندما جئنا لم يكن الأجر يتعدى الـ500 ليرة".

يعتقد المنكوبون أن الدولة يجب أن تبادر إلى إعانتهم ويبدون خيبتهم من تجاهل الجهات المعنية لهم فيقول أحد الشباب الذي لم يرغب بالكشف عن اسمه "جاء اللبنانيون في حرب تموز واحتضنتهم الدولة والشعب وقدمت لهم البيوت والإعانات الغذائية،وجاء العراقيون فقدمنا لهم كل شيء، و قبلهم جاء الفلسطينيون وقدمنا لهم صدر البيت، أما نحن   مواطنون خدمنا في الجيش وعملنا من أجل البلد لماذا يتم تجاهلنا واحتقارنا بهذا الشكل؟، ونسمع عن الكثير من الإعانات المقدمة لنا من قبل الدولة وجهات عالمية ولكننا لم نحصل على كاسة سكر".

على أطراف المخيم المحترق كانت وضحة الأربعينية ترعى الأطفال بغياب ذويهم في العمل شرحت معاناة سكان المخيم قائلة "نحن من محافظة الحسكة من قرى..مرقدة والشدادي والعريشة، هاجرنا منذ خمس سنوات عندما انقطع المطر وجف نهر الخابور ولم تعد أرضنا تطعمنا، فجئنا للشام لنعمل ونأكل الخبز، ونحن كما ترون وراءنا الجوع في الجزيرة وأمامنا هنا الضنك والبهدلة".

تقدر منظمة اليونسف أعداد المهاجرين من الجزيرة السورية للأسباب التي شرحتها وضحة بـ800 ألف فيما يرتفع هذا العدد إلى المليون وفق أقوال المهاجرين،ويتوزع هؤلاء في كافة المحافظات السورية كريف دمشق وطرطوس ودرعا والسويداء وغيرها، ومخيم أوتايا يضم تجمعات متفرقة  لأكثر من ثلاثمائة خيمة لهؤلاء، ويقطن فيها ما يقارب الـ3000 شخص بحسب تصريحات الأهالي.

يسرح أطفال المخيم ويمرحون من مختلف الأعمار في الساحة المحترقة، جميعهم متسربون من المدارس، وبالسؤال عما إذا كان الأهالي يتعرضون للمساءلة حول ذلك كون التعليم إلزامي وعلى مسؤولية الأهل قال طراد" إن أحداً لم يسأل عن ذلك، وعندما ذهب ابني إلى المدرسة القريبة لبضعة أيام اضطر إلى مغادرتها لتعرضه لمضايقة الأطفال من أهالي المنطقة الأصليين لأنه غريب"، ثم كشف عن مشكلة أخطر تتمثل في كون معظم الأطفال الذين ولدوا هنا غير مسجلين في السجل المدني، لأن ذلك يقتضي الذهاب إلى القرى الأصلية البعيدة ويكلفهم نفقات باهظة عدا  الغرامات  التي تفرضها الدولة على التأخير.

وبالسؤال عن المشاكل القانونية والمدنية التي قد يتعرض لها الأطفال مستقبلا قال الشاب عامر هازئاً"نحن الكبار بلا بطاقات ولا أي إثبات،معظمنا التهم الحريق بطاقاته ودفاتر عائلاته، وما يجدر بنا أن نقلق عليه فعلاً هو فقدان البطاقات التموينية وحرماننا من السكر والرز المدعومين".

يؤكد الشاب عامر أن الحريق لو شب بعد ساعة من وقوعه عندما ينام سكان المخيم هدهم التعب لخلف كارثة وحصد عشرات الأرواح، لكن ذلك التهديد كما كل المخاطر الأخرى لم يكن كفيلاً بإقناعهم بمغادرة المخيمات والعودة لقراهم ، فعند مغادرتنا ووصولنا لمدخل المخيم صدفنا عائلة من أصحاب الخيم المحترقة تحمل أكياساً فيها قماش وأوتاداً خشبية، يتقدمها أبو خلف رب الأسرة قائلاً "سوف نشيد خيمة جديدة بالرغم من خطر الحريق ، ماذا نفعل؟ ليس لدينا مكاناً آخر يأوينا".

سيريانيوز

الخميس، 7 أكتوبر 2010

مليونا سوري في حالة فقر شديد، وجفاف الجزيرة شرّد أكثر من ثمانين ألف عائلة

صحيفة النور الشيوعية السورية

كشفت تقرير كتبه ثائر قرقوط في صحيفة النور الشيوعية السورية عن الحالة الخطيرة الذي وصل إليه المواطن السوري من الفقر والجوع وقال الكاتب في تقريره نقلا عن تقرير رسمي أن بين مليونين وثلاثة ملايين وسوري يعيشون في حالة فقر شديدة وأن أكثر من ثمانين ألف عائلة بحسب إحصائيات دولية أرغمت على التشرد بسبب استمرار حالة الجفاف في الجزيرة السورية ..
ونقل التقرير الذي نشرته الصحيفة عن المقرر الخاص لدى الأمم المتحدة حول الحق في الغذاء أوليفييه دشوتر والذي زار سورية خلال الفترة من 29 آب إلى 7 أيلول وقدم تقريراً للحكومة الشهر الماضي، قدر فيه الذين يعيشون في مستوى من الفقر الشديد ويواجهون انعدام الأمن الغذائي بين 2 و 3 ملايين نسمة، مقارنة بنحو مليوني نسمة وفق تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام 2003ـ 2004.
وتضيف النور قائلة:” يبدو الرقم صادماً، وفيه من الدلالات الكثير، وينقل المشكلة من حيز الاعتراف بها، إلى مستوى آخر أكثر أهمية وضرورة، وهو مستوى مواجهتها ومعالجتها قبل أن تتفاقم آثارها أكثر، وينضم آخرون إلى قائمة شديدي الفقر.
أكثر من ذلك، استطاع الجفاف الذي ضرب سورية خلال السنوات الأربع الماضية أن يشكل عاملاً ضاغطاً على الاقتصاد الوطني، ويرى دشوتر أن جفاف 2007 ـ 2008 كان الأكثر تدميرًا، ووصف الخسائر الناجمة عن سنوات الجفاف بأنها (كانت قاسية وبشكل خاص على سكان المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد، الرقة والحسكة ودير الزور). وقال المقرر الخاص:” إن الجفاف أثر على 1.3 مليون إنسان يقطن 95% منهم في هذه المحافظات، وعانى 800 ألف منهم معاناة شديدة، وكان أكثرهم معاناة المزارعون الصغار الذين تفاقمت حالتهم عام 2010 بسبب مرض الصدأ الذي أصاب محصول القمح، والرعاة الصغار الذين فقد الكثير منهم بين 80 ـ 85 % من مواشيهم منذ 2005)..
وبنظر الصحيفة الأمر الأكثر خطورة أيضاً، هو في الهجرة التي كان الجفاف المسبب الأساسي لها، فنتائج الجفاف التي أصابت المنطقة الشرقية كان أولها الهجرة الداخلية، هرباً من الفقر والجوع والتداعيات الأخرى التي ترافق ظروفاً كهذه. تحدث دشوتر عن تقديرات يتم تداولها عن وجود مابين 29 ـ 30 ألف عائلة هاجرت في 2009، وأن الأعداد في العام الجاري قد تكون أعلى – حسب المقرر الخاص – وقد تصل إلى 50 ألف عائلة.
ويقول كاتب التقرير:” نعتقد أن هذه الأرقام التقديرية تعبر عن الفقر والجوع، وتضع الملح على الجرح الذي يحاول البعض تجاهله، أو عدم الاعتراف بآلامه. ولا يبرر إطلاقاً عدم الاطلاع على التقرير وما توصل إليه من نتائج نكران القضية من أساسها. فالفقر الموجود والمترافق مع الجوع حتماً، دلالة على عقم الخطط الاقتصادية والتنموية، وعدم فاعليتها، وغياب النتائج المباشرة لها، وعدم حصاد الفئات المستحقة والفقيرة وذوي الدخل المحدود لثمارها.