لا نتوقع من تشرين الأوّل أن يكون بالدفء الذي حاول َ الحفاظ عليه ِ كثيرا ً و لكنّ و في آخر أيـّامه يبدو أنـّه ُ أستسلم َ فجأة ً ليحل ّ البرد دون سابق انذار. خرجت ُ صباحا ً من منزلي في شيكاغو فلفحتْ وجهي نسمة ً أقرب لأن تكون مشروع رياح باردة جدّا ً ، شممت ُ بها رائحة الثلج ، ستثلج ُ قريبا ً و تلبس ُ شيكاغو ردائها الشتويّ الذي أحب و أعود ُ لإمارس َ عادتي بأن أكتب رسائل حب ّ بين الثلج و القمر.
أقتربت ُ من باب السيارة و كانت هي الاخرى باردة ً جدّا ً لدرجة أن ّ النوافذ كانت تحجب ُ بعض َ الرؤية لكثافة ما تجمـّع عليها من الندى المتجمـّد . لا بدّ أنه ُ تشرين ، حتـّى أشعة الشمس باردة !!
ركبت ُ سيارتي و بينما كنت ُ اعتصر ُ بردا ً في إنتظار أن يذوب َ ما تجمـّد َ من غبش ٍ على النوافذ، أفرك ُ رؤوس أصابعي ببعضها و أنفخ ُ فيها و انا أردد ُ بعضا ً من الأغاني في الراديو كمحاولة ٍ لنشر بعض الدفء في سيارتي ، لمع َ في ذاكرتي شيء ٌ يشبه رؤية الفقر يسير ُ إلى جانبك َ صفّا ً بصف .
يا إلهي !!!
ماذا سيكون مصير أجسادهم الصغيرة عندما سيأتي البرد ؟؟ كيف َ ستتمكن ُ أصابعهم الصغيرة من تحمـّل كلّ هذا السقيع ؟ هل ستستطيع ُ الإحتكاك لنشر بعض الدفء ؟؟ سيأتي العيد قريبا ً و سيأتي معه ُ الشتاء ليسكن أجساد مئات الاطفال ، و أنا لا يمكنني أن أنقذ َ الجميع من البرد ، يا للأسف !
عدت ُ إلى المنزل مساء ً و اتجهت ُ مباشرة ً إلى صفحة الفيس بوك لأراسل الصديق عامر مطر حول َ تفاصيل مساهمتي في دعم نشر حملة أكياس الدفء الذي يقوم ُ بها فريق “ الجزيرة السورية “ لإنقاظ 500 طفل من برد شتاء هذا العام، و حمل فرح ملابس العيد إلى عيدهم من خلال تقديم أكياس دفء لهم. و هي عبارة عن أكياس ستوزع عليهم في أوّل أيّام عيد الأضحى و سيحمل كل كيس: "بنطال وكنزة وحذاء وجاكيت".
يمكن المشاركة بإرسال تبرعات ( كم أكره ُ هذه الكلمة !! ) عينية أو نقديّة و المساهمة في ردّ البرد عن أطفال شردهم الظلم ،عن طريق التواصل مع :
رولا أسد: 00963944942079
عامر مطر: 00963966969087
أمـّا الآن فأنا أستعد ّ لمغادرة المنزل مرّة أخرى و أفكر في العديد من الأطفال يصارعون البرد في جميع أنحاء العالم ، آه لو كان بإمكاني الوصول إليهم جميعا ً :-)
…
الصورة بعدسة فادي حسين في أحد مخيمات النازحين
ملاحظة : آخر موعد لإستقبال المساهمات هو 7 تشرين الثاني .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق