وسام محمود- وكالات
دق مسؤول أممي ناقوس الخطر حين اعتبر أن سوريا تواجه «وضعاً خطيراً» بسبب موجة الجفاف التي تعاني منها منذ أربع سنوات والآثار المترتبة عليها، وانتقد في الوقت نفسه تسييس المعونات التي قدمت إلى سورية لمساعدتها على مواجهة هذا الجفاف واصفاً تجاوب المجتمع الدولي والمانحين مع الأمر بأنه «متدنٍ بدرجة غير مقبولة».
وقال المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالحق في الغذاء أوليفييه دشوتر في مؤتمر صحفي: إن المعونات التي قدمت إلى سوريا لمواجهة الجفاف أصبحت مسيسة، وفق ما نقلت عنه وكالة «يو. بي. آي» للأنباء.
ويزور دشوتر سوريا منذ 29 آب الماضي بدعوة من وزارة الخارجية «للمساعدة في تحديد التدابير المتعلقة بحقوق الإنسان لتحقيق الأمن الغذائي في سورية» حسب بيان صادر عن المفوضية السامية لحقوق الإنسان.
ووصف دشوتر تجاوب المانحين مع سوريا لمساعداتها على مواجهة الجفاف بأنه «كان متدنياً بدرجة غير مقبولة ولم يقم بمسؤولياته» وطالب «باهتمام دولي أكبر لهذا الموضوع وبدعم الحكومة وبرامج الأمم المتحدة في مواجهة الجفاف» الذي تحدث عنه بوصفه «وضعاً خطيراً» تمر به سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن دشوتر قوله: إن الخسائر الناجمة عن الجفاف كانت قاسية «وطالت 1.3 مليون، يقطن 95% منهم في المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد» التي قام بزيارتها كاشفاً أن «رعاة المشاة كانوا أكثر الناس تضرراً حيث فقدوا نحو 80 – 85% من مواشيهم».
وأشار بيان وزع على الصحفيين إلى أن «العديد من العائلات هاجر إلى المناطق الحضرية نتيجة التغير المناخي على أمل الحصول على وظائف موسمية أو دائمة».
وأضاف البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الفرنسية: إن «التقديرات المتداولة تتحدث عن هجرة 29-30 ألف عائلة في عام 2009 وإن الأعداد في عام 2010 قد تكون أعلى من ذلك أي ما يقارب 50 ألف عائلة».
وقد أكد المقرر الخاص لدى الأمم المتحدة أوليفييه دشوتر المعني بالحق في الغذاء أن خطط الحكومة الحالية أمر في غاية الأهمية، خاصة أن سوريا بصدد التحول من اقتصاد مركزي إلى اقتصاد السوق الأمر الذي قد يزيد من معاناة بعض فئات المجتمع.
ولفت إلى أن الحكومة السورية قد اتخذت التدابير اللازمة لتحسين الزراعة وتقنيات جديدة للرعي، والمهم هو وضع تقنيات للمحافظة على المياه ومساعدة المزارعين.
كما رحب المقرر الخاص بتأسيس لجنة دعم البادية وتبني خطة وطنية للجفاف عام 2009 وبتأسيس الصندوق الوطني للجفاف الذي يهدف إلى ضمان تلبية الاحتياجات، مبينا أن أي خطة متكاملة للتعامل مع الجفاف تتطلب توفر الموارد اللازمة، وتشجيع السلطات المحلية على الاعتراف بأهمية الأمن الغذائي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق