عامر مطر وزينة ارحيم ورولا أسد
داخل الخيمة مرقّعة على جانب الطريق في سعسع، رسمت الطفلة أمل أشكالاً عديدة لعيدٍ يخطئ دائماً الطريق إليهم، مهمّا قرّبوا خيمتهم من الطريق العام.
أمل، خليل، هبة وعلي مع كل أطفال مخيم سعسع حلموا باللعبة "أي لعبة يا أستاذ... يا آنسة... أرجوك"، منذ زارتهم مجموعة "الحبابين" في مشروعها لتدريسهم بعض الأحرف، ومشاركتهم أحلامهم الصغيرة، التي كانت محرّك نشاط العيد.
دمشق تضجّ بالأطفال الفرحين بلباس العيد والألعاب، وعلى بعد نصف ساعة يقبع البؤس والأيام المتشابهة، سببٌ إضافيّ للتحرك.
"رولا أسد وزينة ارحيم وعامر مطر" قرروا التخطيط لحبك هذا الحلم وتحقيقه في عيد الفطر، فبدأت الحملة بعبارات نشرت على صفحاتهم على الفيس بوك: " لإن خيمهم بعيدة عن العيد و الفرح، سنحمله إليهم على شكل ألعاب وعلب معمول. ساهموا معنا في حمل العيد لأطفال نازحي الجزيرة السورية".
مبادراتٌ كثيرة رسمت خريطة صحيحة للحلم إلى المخيّمات، علب حلو العيد وألعاب ومبلغ مالي تجاوز كل التوقّعات ليصل إلى مئة وثمانية آلاف (108000 ل.س).
أسبوع لجمع التبرعات وشراء الأغراض انتهى يوم الأربعاء بأن صار لكل طفل كيس بنفسجي فيه: ثلاث سيارات جبلية وقبعة وطابة جنيّة وعلبة بسكويت، ولكل طفلة كيس أحمر فيه: باربي مع فستان وقيعة و12 ربطة شعر وعلبة بسكويت، ولكل خيمة علبة معمول مشكّل تزن الكيلو.
صباح الخميس بدأ أول الفرح؛ وانطلق 11 متطوعاً يوم وقفة العيد لحمل أكياس العيد إلى خيم البؤس البعيدة عبر "سوزوكيتين وسيارتين خاصّتين وسرفيس"، مع ترقّب دائم من شر قد يمنع وصول الفرح إلى الأطفال بأي نقطة.
وقفت القافلة عند أول المخيمات في سعسع، وسار كل شيء حسب المخطط: عامر مطر وطلال ديركي يركضون لتوزيع علب المعمول على الخيم. زينة ارحيم ورولا أسد ومعتصم السيوفي ورؤى الطويل ينظّمون الأطفال في طابورين (للبنات والصبيان).
عمر الأسعد ورشاد كيوان وعلي ...ينقلون الأكياس من السوزوكيات للطوابير، لينا الحافظ توثّق وباسل شحادة يصوّر ويساعد.
في سبع مخيمات "سعسع وكناكر وصحنايا" تم توزيع 400 كيس عيد، و100 علبة معمول، و6 علب كبيرة من المواد الغذائية.
في مخيم كناكر لم تكن إحدى العجائز تعرف أن العيد غداً، يوم الجمعة، وفي مخيم آخر ضحكت صبية بشدة حين سمعت بكلمة عيد.
حملة "حمل العيد إلى المخيمات" ليست النشاط الأول للمجموعة التي بدأت نشاطاتها المتخصصة بكارثة الجزيرة السورية منذ سنة تقريباً من خلال عدّة حملات على الفيس بوك في البداية، كحملة: "لا... لطلم وإهمال الجزيرة السورية".
كما عملت المجموعة على حملات صحفية نشرت أثناءها أحبار وتحقيقات وصور عن الكارثة في العديد من الصحف والمجلات السورة والعربية، وساهمت في تزويد الصحفيين بالمعلومات والصور التي تلزمهم للكتابة عن القضية.
وفي بداية شهر آذار 2010 قررت المجموعة القيام بنشاط حمل اسم "الحبابين" لتدريس أطفال مخيم سعسع للنازحين، لأن أغلب أطفال النزوح لا يدخلون المدارس. استمر "الحبابين" بتدريس ستين طفلاً القراءة والكتابة إلى بداية شهر تموز، إلى أن هاجر كل من في المخيم لأسباب مجهولة.
وأطلقت المجموعة في 3 آب الماضي معرضاً بإسم "مُؤقّت"، قدّم 22 صورة من المخيمات في "شام محل- آرت كافيه" وسط دمشق القديمة. استمر المعرض إلى 20 آب.
هذا وسيصل البيان المالي بالنفقات والمصاريف لكل من تبّرع لإسعاد أطفال النزوح وخيمهم، مع الشكر لكل من ساهم في حملة "حمل العيد إلى المخيمات"، وشكراً لـ "مرصد نساء سورية".